السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله الذي أخرجنا بالإسلام من ظلمات الجهل والوهم إلى
نور المعرفة والعلم، والصلاة والسلام على من لا نبي بعـده مـحمـد صلى الله عليه وسلم وعلى آله
وصحبه أجمعين.
أهلا وسهلا بزوار الموقع الكرام ونتشرف بدخولكم إلى
مـوقـعنا والتصـفح فـيه حيث هدفنا من الموقع هو التوثيق
والتعارف وصلة الرحــم، والتـواصـل بين أبناء العمومة من
بني خالد الكرام، أو بـين الأسر وأفراد المجتمع أو بين أهل العلم والاختصاص في الأنساب
والمؤرخين، حفظكم الله ورعاكم.
كما هو معلوم في التاريخ مرت الجزيرة العربية في
الماضي بفترات طويلة وقرون متعاقبة من الفوضى والاضطراب،
فتمزقت الأسر والقبائل وتشتت أمرها من مكان إلى مكان ومن بلد
إلى بلد أخر لا يطلبون أكثر من السلامة والعيشة الآمنة.
وقد اضطرت هذه الأحوال البائسة الكثير من الناس إلى
التفكك والانفلات من تقاليد القبيلة لغاية ما أنعم الله على
هذه الجزيرة، فعاد الناس إلى بلدانهم أو أوطانهم والتفتوا
إلى شؤونهم وشجونهم وتراثهم وآثارهم ومنشئهم وانسابهم فوجد
الكثير منهم أنفسهم وقد تقطعت بهم الأسباب بعد أن تهاونوا في
أمرهم ونسوا أو تناسوا مع تعاقب الأزمان أصولهم والأنساب
والتي غايتها في الدين التعارف.
كما قال الله تعالى: ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ
وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ
لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ
أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ))
سورة الحجرات: (13)
وغايتها
الأخرى التواصل، كما قال النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ:
((تَعَلَّمُوا مِنْ أَنْسَابِكُمْ مَا تَصِلُونَ بِهِ
أَرْحَامَكُمْ، فَإِنَّ صِلَةَ الرَّحِمِ مَحَبَّةٌ فِي
الْأَهْلِ، مَثْرَاةٌ فِي الْمَالِ، مَنْسَأَةٌ فِي
الْأَثَر))
الراوي: أبو هريرة – المحدث: الألباني، المصدر: تخريج
مشكاة المصابيح الصفحة أو الرقم: (4862) خلاصة حكم الحديث:
صحيح.
فبعلم الأنساب يعرف أصحاب المواريث، ويعلم أهل الحقوق
والواجبات وتواصل الأرحام وهذه أهداف وغايات علم النـسب لا
للتنابز والتفاخر فالأصل واحد.
فقد حذر النبي صلى الله
عليه وسلم الإنسان من التبرؤ من نسبه.
قال النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ:
((كُفْرٌ ِ تَبَرُّؤٌ مِنْ نَسَبٍ وَإِنْ دَقَّ،
وادَّعَاءُ نَسَبٍ لا يُعْرَفُ))
الراوي: جد عمر بن شعيب – المحدث:
الألباني، المصدر: صحيح الترغيب الصفحة أو الرقم: (1987)
خلاصة حكم المحدث: صحيح.
كما تهاون كثير من الأسر في ذكر أنسابها، أو الرجوع
إلى قبائلها وآبائها وهذا أمر منهي عنه شرعا.
كما قال الله تعالى:((ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ)) سورة الأحزاب: (5).
وكما قال النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: ((من ادعى إلى غير أبيه وهو يعلم أنه غير أبيه فالجنة عليه
حرام))
الراوي: سعد بن أبي وقاص – المحدث: البخاري، المصدر:
صحيح البخاري الصفحة أو الرقم: (6766) خلاصة حكم المحدث:
صحيح.
وختامــا أوصي نفسي والجمـيع مـن أبـنـاء العمــومـة
الـتـواصـل والـتعـارف والـتـراحـــم والمشاركــة مـن أجــل
تحقـيـق أمـر الله عـز وجــل ووصية نبي الرحـمـة صلى الله
عليه وسلم في صــلة الرحــم.