تـــاريــخ عائلــة الســيوحي

أصل التسمية بالسيوحي جاءت:
مـن الجـد السادس (جاسم) بن عبدالله، تَسمَّى بالسيوحي نسـبة إلـى أحـد عـيون الماء فــي نـجــد، فـي منطـقـة اليـمـامـة، وهـــو الســيح الكــبـير فـي الخـــرج والســيـح هـــو الماء الظـاهر الجاري، والجمع سُيُوحٌ.

الموقع الجغرافي لعائلة السيوحي في نجد قديما:
المـوقــع الجغرافي لعائلة السيوحي قديما في نجد، في منطقة اليمامة، وأكثر مناطق اليمامة شهرةً قديما (السيوح والخرج والمجاز) وكذلك سكنت عائلة السيوحي في منطقة القصيم، كما ورد في الوثيقة أو المخطوطة النجدية، وقد دُوّنت هذه المخطوطة في عام 1231هـ، أي قبل مائتين سنة، حيث ذكر فيها بأن آل السيوحي من أهل اليمامة ثم انتقلوا إلى بريدة وعنيزة، ثم انتقلوا إلى سدير.

 نبذة تاريخية عن مساكن بنو خالد الحجاز:
يقول الباحث والمؤرخ النسابة خليل بن إبراهيم بن خلف الدليمي الزبيدي في نسب بني خالد في كتابه (بنو خالد الحجاز وبنو خالد حمص دراسة تحليلية  بغداد – العراق) قال حافظ وهبة:  بنو خالد من عشائر نجد في الشرق ويرجع أهل القصيم في الغالب إلى بني خالد وبني تميم، ثم قال: ومنهم ستة الاف يقيمون في جزائر المسلمية وجنة وتاورت، وفي قصر الصبيح  والكلابية، والحبشة في الاحساء، وفي أم الساهل في القطيف، ويقيم من بني خالد في الأحساء نحو (۱۲۰۰۰) وفي البحرين فروع أخرى تنتمي إلى بني خالد، وقال البتنوني في الرحلة الحجازية :بنو خالد من قبائل الأحساء عددهم عشرة آلاف وهم غرب الأحساء ولهم شهرة واسعة، وقال ابن لعبون في تاريخه: إن بني خالد انخزلوا من ناحية بيشة، وصاروا إلى بادية الخرج وما يليه، وقال السرحاني : كانت قبائل بني خالد تقطن الهفوف بالمنطقة الشرقـية من الجزيرة العربية ولا يزال منهم قســم كبير هناك وفي آل حُمــيد الرئاسة ومنـهم آل عريعر وهم من أقدم القبائل العربية المعروفة حيث تقع منازلها في السابق على ساحل الخليج العربي بين وادي المقطع في الشمال ومقاطعة البياض في الجنوب، ويقول الدكتور مصطفى عقيل الخطيب: ومعظم سكان الكويت الحالية هم من بني خالد، ثم يقول إن هذه المنطقة كانت تابعة لإقليم الأحساء وكان يحكمها بنو خالد في ذلك الوقت ثم أشار الدكتور مصطفى كذلك إلى أن أحد بني خالد سنة 1100هـ - 1688م هو الذي بنى قلعة (كوت) ثم سكن حولها البدو. أما الشيخ حمد الجاسر في معجمه، وبلادهم بقرب ساحل الخليج العربي جنة والمسلمية جزيرتان بقرب الجبيل وأطراف القطيف والظهران.

الخلاصة المستنتجة:
أن سكن بني خالد الحجاز كان في برية الحجاز وليس في السراوات ثم امتدوا إلى نجد في الأسياح والقصيم وعنيزة وبريدة والوشم وسدير والعارض ومنها انتقلوا الى شرق الجزيرة العربية حيث الأحساء والقطيف فشاركوا قبائلها صنع الأحداث فتشابكت أنسابهم بتشابك الفروع الحاكمة، وخاصة الدولة الجبرية، ثم الإمارة الحميدية، ثم استقدمت امدادات من غرب الجزيرة العربية من عسير وقبائلها فتشابكت أنسابهم أكثر وتعقدت، ثم بعد مجيء آل سعود وتوحيدهم للبلاد تشتتوا في الحجاز ونجد مع بقية من بقي منهم هناك، وقسم ذهب إلى شرق الخليج العربي والأهواز وعبادان والعراق والشام، وبقي منهم من بقي في الأحساء والقطيف وقطر والامارات وعمان والكويت والبحرين مع أن فروعهم لم تكن بعيدة عن هذه الأصقاع حيث كانوا يرتادونها طلبا للعشب والكلأ. (الباحث والمؤرخ النسابة خليل بن إبراهيم بن خلف الدليمي الزبيدي في نسب بني خالد، في كتابه بنو خالد الحجاز وبنو خالد حمص دراسة تحليلية بغداد – العراق ص 20و21و22و23و24 منقول باختصار بتصرف). 

 نبذة تاريخية الكويت وبنو خالد:
وفي العصور الحديثة برز بنو خالد كأقوى قبيلة عربية في هذه المنطقة، وتمكنوا في نهاية القرن الخامس عشر من فرض سيطرتهم على مساحات شاسعة تمتد من البصرة حتى قطر، بما فيها أرض الكويت، ورفض شيوخ بني خالد الاستسلام للسيطرة العثمانية التركية بعد ذلك، وعندما تولى الشيخ براك بن عريعر عام 1669م زعامة بني خالد حاصر مدينة الهفوف حاضرة الأحساء الرئيسية إلى أن سقطت بعد استسلام الحاكم العثماني عمر باشا، لتنتهي بذلك عمليا سيطرة العثمانيين الأتراك على الساحل الغربي للخليج، ولقد ظهر شأن الكويت حين سكنها بعض الأسر ذات الشأن كآل الصباح والأسر الأخرى من المهاجرين معهم ممن ينتمون إلى قبيلة عنزة وغيرها، وهم أول من شيد فيها البيوت الحجرية، وأطلق على الكويت في بداية الأمر اسم (القرين) وهو الاسم الذي ظهر به في الخرائط الأوروبية للقرنين الثامن عشر، والتاسع عشر، ثم تحول الاسم إلى (الكويت). وكلمة الكويت هي تصغير لكلمة كوت وأول من بنى الكوت هو (براك) أمير بني خالد، وذلك في آخر سنة 1110هـ ليستخدمه في وضع الزاد والمتاع، وكــان آل الصباح من أوائل من هاجروا إلى الكويت مع مجموعة أخرى من العائلات والبدو وصيادي السمك (موقع الديوان الأميري، دولة الكويت). 
         
نبذة مختصرة عن هجرة بعض أجداد عائلة السيوحي من بني خالد من نجد إلى الكويت:
انقسمت عائلة السيوحي إلى ثلاثة أقسام، قسم هاجر من نجد إلى الكويت ويمثل هذا القسم الجد (ناصر بن محمد السيوحي) وقسم هاجر من نجد إلى الزبير إلى الكويت ثم إلى البحرين ويمثل هذا القسم الجد (عبدالله بن محمد السيوحي) ثم رجع إلى المملكة العربية السعودية واستقر في المنطقة الشرقية منطقة الخبر، وقسم استقر في الزبير ويمثل هذا القسم الجد (راشد بن محمد السيوحي) وهو رجل واحد فقط ولم يتزوج ولم يكن له عقب. 

القسم الأول المهاجر إلى الكويت قديما وحديثا:
الجد (ناصر) بن محمد بن ناصر بن جاسم السيوحي من مواليد سدير عام 1292هـ - 1875م وقد اشتهر بأخلاقه الكريمة في التجارة، وكان يعمل في تجارة بيع وشراء الإبل والخيول، وتجارة نقل البضائع بَرّاً، وعلى سفن القطاعة بحراً، بين الكويت والزبير ونجد، وكان عمره في بداية العقد الثالث، وكان أستاذ في البناء، وقد تصاهر مع (آل السليم) الكرام من أهل سدير على كريمة العم (عبدالعزيز فارس السـليم) حيث أنجبت له من الأولاد والبنات ولهم من الأحفاد وأبناء الأحفاد.

وفي عام 1896م دخل الجد (ناصر) إلى الكويت للمشاركة في بناء القصر الأحمر في عهد الشيخ مبارك الكبير رحمه الله، وفي عام 1900م هاجر إلى الكويت للاستقرار فيها ولـديــه ذريــة فـي الكـويت والمملكة العربية السعودية وسـكـن فـي منطـقـة الجـهـراء، وكان لها عدة مسـميات قـديمة بالإضافة إلى اســمهـا الحـــالـي، فـكـانـت تسـمـى تيمـاء قـديمـا، وذلـك لتـوفــر المـيـاه فـيـها وكـانـت تـسـمى كــاظـمـة نسـبة إلـى مـعـركــة كـاظمة التي وقـعـت فـي ســنة 12هـ والـتي وقــعــت فـي أرض كــاظـمة (شـمـال دولــة الكــويـت حـالـيـا) وانتهـت بـانـتصـار المسلمـين، وسمـيت الجـهراء أيـضا مـن انجـهــار المياه عند حفر أبار تلك المنطقة. 

وفي الربع الأخير من القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين الميلادي، انتقـل الجـد نـاصر من منطقة الجهراء إلـى منطقة المرقاب، وكان يدخل إلى منطقة الشرق كثيرا وخاصة منطقة السوق وهي موقع سوق المناخ، وسـميـت بالمنـاخ لأن كـانـت تـنــاخ فيه الإبــل الـقـادمـة مـن نجــد والشـام والعـراق والأحـســاء والصحراء، وهــي محـملة بمختلف أنواع البضائع، ولأن الجــد (نــاصر) كان يعـمـل فــي تـجــارة الإبل ونقل البضائع على ظـهـور الإبـل وأحيانا ينقلها عن طـريــق البـحر على سفن القطاعة إذا أراد أن ينقلها إلى دول الخليج، بالإضـافــة إلــى أعــمـال البــناء ومع بداية القرن العشرين الميلادي،  وفــدت إلـى الكـويت عـائـلات نجدية وإحسائية كثيرة، واختارت الـمـرقــاب لـتكـون مسـتقـر  لـهـا، ثم أصبحت حياً رئيساً من أحياء الكــويــت وكـان جيران الجـد (ناصر) في المرقاب من العوائل الكريمة عائلة الشيخ الملا (محمد سعــود العصفـور) الكـرام وهــو جـدي مـن الأم، أي والد والدتي واستقـر الجـد نـاصر فـي منطقـة المرقــاب بالقرب مـن منزل (آل العصفور) وهم من العمائــر مـن بني خــالـد وفي آخـر أيـام الجـد ناصر شـعر بالتعـب والإعـيـاء الجـسدي، وكان يريد أن يطمئن على حلاله في الزبير ونجد، وقد اشتد عـلـيـه مــرضـه، وفي الطريق وافته المنية في عام 1954م  – 1374هـ فـي الكــويـت في المطلاع، وقد دفن في منطقة الجهراء، رحمه الله وطيب ثراه.

القسم الثاني المهاجر إلى الكويت ثم إلى البحرين ثم إلى المملكة العربية السعودية قديما وحديثا: 
الجد عبدالله من مواليد عام 1316هـ - 1898م وهو الشقيق الثاني والأصغر للجد ناصر، دخل الكويت مع أصحابه المخلصين العم (عبدالرزاق محمد النصار) والعم (سعد محمد النصار) عام 1915م وهم من الأسر الكريمة، وهم عدلاء الجد عبدالله في المصاهرة، وعند دخول الجد عبدالله إلى الكويت وقد تجاوز عمره نهاية العقد الثاني، وقد التقى مع أخيه الأكبر (الجد ناصر) في الكويت حيث كان يسبقه بالدخول إلى الكويت بسنوات واستقروا فيها معا، وكان الجد عبدالله يعمل في التجارة أيضا، وكان نشاطه في تجارة الإبل وكذلك أيضا يعمل في تجارة نقل البضائع عن طريق البر، ما بين الكويت والزبير ونجد وكان يعمل على نقل الحجيج إلى مكة المكرمة واستمر على هذا العمل المبارك فترة من الزمن ثم قرر للهجرة إلى البحرين.  

هاجر هو وأصحابه إلى البحرين في عام 1919م بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى بسنة، عندما عمَّ الاستقرار في المنطقة واستقرت أزمة الغذاء والدواء حيث كانت البحرين تنعم بالاستقرار والأمن، ويعتبر هذا التاريخ 1919م من بين أهم الأعوام بالنسبة إلى تاريخ البحرين، باعتباره يمثل حجر الزاوية في بدايات تحديث الدولة وتطوير المجتمع لأول مرة في تاريخ البحرين الحديث بعدما تأزمت البحرين في الغذاء والدواء من تاريخ 1914م لغاية 1918م وكانت البحرين تحت الاستعمار البريطاني سنة 1914م إبان الحرب العالمية الأولى وقد أصاب البحرين أزمة غذائية، كما هو معروف ومشهور في تاريخ البحرين  وفي عام 1919م هاجر الجد (عبدالله) إلى البحرين حيث كانت مستقرة وآمنة وقد عمل في مهنة الغوص لمدة عشر سنوات تقريبا منذ عام 1919م لغاية 1929م، لأن البحرين كانت مشهورة بجمال وجودة اللؤلؤ وكبر حجمها على مستوى الدول، والسفن في البحرين مختلفة الأحجام والأنواع كالبوم والبتيل والبقارة والشيوعي والسنبوك وغيرها من السفن المشهورة، لا شك إن البحرين لها أسطول عريض الذي كان يقبع على شواطئها آنذاك.

وقد عمل الجد عبدالله رحمه الله في مهنة الغوص لسنوات، وكان لهم مغاصات كثيرة وكان للغوص مواسم على اللؤلؤ ولها أسماء محددة، يبدأ الغوص بعد انتهاء فصل الشـتاء أي في نهـاية شـهر إبريل أو بداية شـهر مايو حـيث لا تزال مياه البحر باردة، ثم يبدأ (الغوص الكبير) يبدأ من شهر مايو وحتى شهر سبتمبر وفي هذا الغوص تتوجه جميع سفن الغوص الكبيرة والصغيرة إلى المغاصات البعيدة ويستمر حوالي أربعة أشهر وعشرة أيام متتالية تقريبا.

 والمغاصات أو الهيرات متعارف عليها من العاملين في هذه المهنة من الخليج إلى عدة أقسام:
 - مغاصات الكويت - مغاصات القطيف وتشمل الجبيل - مغاصات البحرين - مغاصات قطر - مغاصات عمال المتصالح دولة الامارات

وهذا التقسيم لا حدود له ومتعارف عليه، فالسفن الكويتية لها الحرية أن تذهب إلى البحرين، وكذلك السفـن البحرينية لها الحرية أن تذهب إلى الكويت، وغيرها من المغاصات، وكذلك سفن الخليج الأخرى، وقد ذكرت مجلة الفنر الإلكترونية البحرينية، عن أشهر المغاصات في البحرين هي هير (شتية) و (بوعمامه) وهي غنية بالمحار، الذي يستخرج منه أجود أنواع اللؤلؤ المتواجد في الخليج العربي. 

 وفي عام 1929م عند تدفق النفط في البحرين، التحق الجد عبدالله للعمل في شركة البترول البحرينية (بابكو) هو واصحابه رفقاء الدرب المخلصين (آل النصار) الكرام في هذه الشركة، في مصنع تكرير البترول وكان موقع هذا المصنع بين مدينة المنامة والرفاع الشرقي، وخلال عملهم في هذا المصنع تعرفوا على العم (محمد عبدالعزيز الطّبيّب) رحمه الله، حيث كان معيّن من قبل آل خليفة الكرام (أميرا) لمدينة (الرفاع الشرقي) والعم محمد الطّبيّب من قبيلة بني مرة، وكانت علاقته جيدة مع آل خليفة الكرام، ثم تصاهر الجد (عبدالله) مع عائلة (آل طبيّب) الكرام على كريمة العم (محمد بن عبدالعزيز الطبيّب) حيث أنجبت له من الأولاد والبنات، ولهم من الأحفاد وأبناء الأحفاد، ثم رجع الجد عبدالله مع الأعمام  (عبدالرزاق النصار) و(سعد النصار) إلى المملكة العربية السعودية واستوطنوا المنطقة  الجنوبية وهي منطقة (الخبر) وكانت آنذاك عبارة عن بيوت عشيش من السعف، وكان يأتيهم الخبز والماء والتمر والطحين من البحرين بواسطة اللنجات. 

وفي عام 1938م التحق الجد (عبدالله) والأعمام عبدالرزاق وسعد النصار بشركة الزيت العربية الأمريكية سابقا، وهي شركة (أرامكو السعودية) حاليا وكان عمل الجد عبدالله بوظيفة (تنديل) مشرف في فرضة مدينة الخبر، والتي كانت تعد الميناء الوحيد الذي يعمل في المنطقة الشرقية في السعودية في ذلك الوقت، حيث جميع بضائع أرامكو من معدات وأنابيب للبترول، والتموينات الغذائية تصل إلى هذا الميناء من البحرين علما أن البحرين كانت رائدة في ذلك الوقت في التجارة والتعليم والتقدم والتطور الحضاري مقارنة مع باقي دول  الخليج العربي، ثم انتقل الجد (عبدالله) إلى رأس (مشعاب) في شمال المنطقة الشرقية والتابع لشركة الزيت، وكانت مساكنهم على الساحل في مدينة الخبر بعد وصولهم من البحرين، ثم عمل في شركة كهرباء الخبر الأهلية، وكان ذلك قبل تأسيس أي شركة موحدة حكومية للكهرباء،  ظل يعمل فيها حتى نهاية خدمته أو تقاعده من العمل، وقد وافته المنية في شهر أكتوبر سنة 1972م رحمه الله وطيب ثراه، وبعدها استقرت عائلة الجد (عبدالله) في منطقة الخبر، ثم توسعت العائلة في السكن بالمناطق التي حولها مثل الظهران والعزيزية.